الان مع الاستماع الى
كتاب منار السبيل في شرح الدليل
الشارح الشيخ صالح بن عبد الله العبود
الان مع التحميل
دليل الطالب لنيل المطالب
تأليف: الشيخ مرعي بن يوسف الكرْمي (ت:1033) ولد في طوركرم ثم انتقل إلى القدس ثم إلى القاهرة واستوطنها.
قيل: إنه اختصره من منتهى الإرادات، وأنه وَرَّى به في خطبة كتابه فقال: " وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المبين لأحكام شرائع الدين، الفائز بمنتهى الإرادات من ربه ". وممن ذكر ذلك ابن عوض (ت:1101هـ) في حاشيته على الدليل.
قال في مقدمته: " لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهل التصحيح والعرفان، وعليه الفتوى فيما بين أهل الترجيح والإتقان ". اهـ.
وقد فعل رحمه الله إلا في مسائل قليلة خالف فيها التنقيح والإقناع والمنتهى والغاية.
وقد اعتنى مؤلفه رحمه الله بترتيبه وبيان أحكامه، فينص على حكم المسألة، ويبين الشروط والأركان والفروض والواجبات والسنن والمحرمات والمكروهات والمبطلات، ويجمعها في موضع واحد.
واعتاد على سرد فروع كثيرة متفقة في الحكم على سبيل العطف، ثم يتبعها بالحكم في الآخر، أو يقدمه في أول المسألة.
كما اعتنى بتقسيم المسائل وترتيبها، مع توضيح العبارة وتسهيلها، وحرص في الغالب على ذكر القيود والاستثناءات، مع إيراد بعض الآداب المتعلقة بالباب.
قال ابن بشر في عنوان المجد عن دليل الطالب: " ذكر لي أنه وضعه من قراءته على منصور البهوتي في متن المنتهى، قيل: إنه لما أكمله عرضه على منصور، فتعجب، فقال: يا بني زبزبت قبل أن تحصرم، وفرغ من تصنيفه سنة تسع عشرة وألف ". اهـ.
ولو صح هذا لكانت قراءة الشيخ مرعي على الشيخ منصور وعمره - أي البهوتي - 19 سنة، فإنه ولد سنة ألف من الهجرة.
وقد عقب الشيخ ابن مانع في تقديمه لمنار السبيل على كلام ابن بشر المتقدم بقوله: " ليس هذا بصواب، فإن متن الدليل ألف قبل ولادة الشيخ منصور، فقد ذكر صاحب السحب الوابلة: أن ممن قرضه الشيخ عبد الله الشنشوري، وهذا العالم مات قبل ولادة الشيخ منصور بسنة واحدة، فإنه مات (ت:999هـ) والشيخ منصور ولد سنة ألف من الهجرة، والذي عرض عليه الشيخ مرعي كتاب الدليل، إنما هو عبد الرحمن البهوتي المعمر، كما في حاشية أحمد بن عوض على الدليل " اهـ.
وقد اعتنى بمتن الدليل متأخرو الحنابلة عناية فائقة، وأثنى عليه جمع منهم، فمن ذلك:
قال التغلبي في مقدمة شرحه للدليل: " ولما رأيت الكتاب الموسوم بدليل الطالب لنيل المطالب في غاية الوقع، وأعظم النفع من سائر المختصرات، لم يأت أحد بمثله، ولا نسج على منواله ". اهـ.
قال عنه ابن بدران في المدخل ص 226: " أشهر من أن يذكر ". اهـ.
وقال ابن مانع (ت:1385هـ) في تقديمه لمنار السبيل: " مسائل الدليل هي الراجحة في المذهب، وعليها الفتوى، وقد عني المتأخرون من الحنابلة بمتن الدليل، لما عرفوه من غزارة علمه، وكثرة فوائدة ... وما عني هؤلاء العلماء بهذا المتن إلا لجلالة قدرة عندهم، ومعرفتهم بما تضمنه من التحقيق ". اهـ.
وقال عبد السلام الشطي (ت:1295هـ):
يا من يروم بفقهه ... في الدِّين نيل مطالب
اقرأ لشرح المنتهى ... واحفظ دليل الطالب
شرح دليل الطالب:
1- عبد الله المقدسي، ذكره ابن عوض في حاشيته، على ما في كلام ابن مانع.
2- صالح بن حسن البهوتي (ت:1121هـ) في " مسلك الراغب ".
3- عبد القادر بن عمر التغلبي الشيباني (ت:1135هـ) في " نيل المآرب " ط في مجلدين، قال عنه ابن بدران في المدخل ص227: " غير محرر، وليس بواف بمقصود المتن ". اهـ.
وضع حواشٍ على هذا الشرح:
- مصطفى الدوماني (ت:1200هـ).
- عبد الغني بن ياسين اللَّبَدي النابلسي (ت:1319هـ) في " تيسير المطالب إلى فهم وتحقيق نيل المآرب شرح دليل الطالب " ط في مجلد. قال ابن مانع: " مفيدة جدا تحرر بها شرح التغلبي ". اهـ.
وممن شرح الدليل أيضا:
4- محمد السفاريني (ت:1188هـ) قال ابن حميد: وصل فيه إلى الحدود.
5- إسماعيل بن عبد الكريم الجراعي (ت:1202هـ) ولم يتمه.
6- إبراهيم بن محمد بن ضويان الرسي النجدي (ت:1353هـ) في " منار السبيل " ط عدة طبعات، اعتنى فيه مؤلفه بذكر الدليل، واختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية. قال ابن مانع: " هذا الشرح الجليل من أحسن ما كتبه العلماء على متن الدليل ... وقد ذكرنا قريبا عددا من الشروح والحواشي على هذا المتن المبارك، لكن منار السبيل لم يأت أحد بمثله ولم ينسج ناسج على منواله ". اهـ. إلا أن هذا الشرح تفريعاته قليلة بالنسبة لما حواه نيل المآرب، وحل عبارات المتن فيه غير مستوعب. وقد خرج أحاديثه: الألباني (ت:1420هـ) في " إرواء الغليل " ط.
- ووضع حاشية على المنار: عصام القَلعَجي في " حاشية النكت والفوائد على منار السبيل " ط مع المنار في مجلدين، ذكر في مقدمته: أنه سلك فيها مسلك صاحب النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر لمجد الدين ابن تيمية، وأن مراده بقوله " شيخنا " الشيخ أحمد الشامي.
7- ومن شروح الدليل أيضا: " المعتمد في فقه الإمام أحمد " ط في مجلدين، وقد جرى فيه الجمع بين نيل المآرب ومنار السبيل مع ضم ملخص تخريجات إرواء الغليل.
ووَضَعَ حواشٍ على الدليل:
1- أحمد بن محمد بن عوض المرداوي (ت:1101هـ) وهو تلميذ الشيخ عثمان النجدي.
2- مصطفى الدوماني (ت:1200هـ).
3- صالح بن عثمان القاضي (ت:1351هـ).
4- عثمان بن صالح بن عثمان القاضي (ت:1366هـ).
5- محمد بن عبد العزيز بن مانع (ت:1385هـ) ط.
ونظم الدليل:
1- محمد بن عريكان النجدي (ت: بعد 1271هـ) في ثلاثة آلاف بيت، قال ابن حميد: لا بأس به.
2- سليمان بن عطية المزيني (ت:1363هـ) نظم البيوع منه في 160 بيتا، وسماها " الحائلية ".
3- عبد الرحمن بن سعدي (ت:1376هـ) في 400 بيت، لعلها قطعة منه.
4- موسى محمد شحادة الرحيبي، في " منظومة الذهب المنجلي في الفقه الحنبلي لدليل الطالب " ط.
5- ونظمه أيضا: أحد علماء حلب، ذكر ذلك الشيخ محمد راغب الطباخ.
المقارنة بين دليل الطالب وزاد المستقنع:
- دليل الطالب يتميز على زاد المستقنع: بأنه أسهل منه عبارة، وأخف تعقيدا، وأحسن ترتيبا وتقسيما، وأنه ينص على حكم المسألة، وينص على الشروط والأركان والفروض والواجبات والسنن والمحرمات والمكروهات والمبطلات والقيود والاستثناءات.
- وزاد المستقنع يتميز على دليل الطالب: بأن عبارته أقوى من عبارة الدليل، وأجمع وأكثر فائدة بمنطوقها ومفهومها، فهي تكسب الطالب ملكة فقهية تمكنه من التعامل مع كتب المذهب المتقدم منها والمتأخر، بخلاف عبارة الدليل فإنها تخالف ما عليه كتب المذهب.
ويتميز الزاد أيضا: بوفرة شروحه وحواشيه، وأن شرح الزاد للبهوتي أحسن بلا شك من شرح الدليل للتغلبي. وأن كثيرا من كتب المذهب المعتمدة لها صلة بالزاد أو بأصله المقنع.