مجلة الازهرية الاسلامية

الان مع الاستماع الى
تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب في الفقه الشافعي
الشيخ صادق حبنكة الميداني




الان مع التحميل

نسبة الكتاب للمؤلف

واسم الكتاب

لا شك في صحة نسبة كتاب «تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب» للإمام زكريا الأنصاري الشافعي، المتوفى سنة (926هـ)، دل على ذلك الآتي:

1- تصريح بعض من ترجم له كالغزي في «الكواكب السائرة»  حيث قال: وشَرَح التنقيح ومختصره.

2- بعض الإشارات الداخلية للنص، كتصريحه ببعض كتبه، منها: شرح الأصل، والمراد به «شرح تنقيح اللباب»، وكذا تصريحه بـ«شرح المنهج»، والمراد به «فتح الوهاب شرح منهج الطلاب»، وهما من تصانيفه بلا خلاف.

3- أسلوبه؛ فإن من قارن بين أسلوب هذا الكتاب وغيره من مصنفات الأنصاري يتقرر عنده أن قلم الكاتب واحد، والذي يمتاز بدقة العبارة، وجودة الأسلوب، وسبك الألفاظ، وبراعة الإيجاز بلا إخلال.

4- طُرر المخطوطات المعتمدة في التحقيق، حيث كُتب عليها: كتاب تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب تأليف الإمام زكريا الأنصاري الشافعي.

* أما اسم الكتاب فقد صرَّح به المؤلف رحمه الله في مقدمته حيث قال: وسميته «تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب».

أهمية الكتاب العلمية

ترجع أهمية الكتاب العلمية إلى:

1- مكانة المتن وأصله وأصل أصله، فقد وضع الإمام المحاملي المتوفى سنة (415هـ) كتابه «اللباب» فتلقاه أئمة الشافعية بالقبول، واعتمدوه وأفادوا منه، ونقلوا عنه كثيرًا من المسائل الفقهية في كتبهم كالنووي وابن الوكيل والزركشي والسيوطي وغيرهم.

كما كانت للمتأخرين عناية خاصة به؛ فقد اختصره الإمام ولي الدين العراقي المتوفى سنة (826هـ) وسماه «تنقيح اللباب»، وعلى هذا «التنقيح» عدة شروح منها: شرح برهان الدين الكركي الشافعي المتوفى سنة (853هـ)، وشرح جلال الدين الصديقي الشافعي المتوفى سنة (891هـ)، وشرح الإمام زكريا الأنصاري المتوفى سنة (926هـ).

ثم قام الشيخ الأنصاري باختصار «تنقيح اللباب» للعراقي، وسماه بـ«تحرير تنقيح اللباب»، ثم شرحه في كتابه الذي بين أيدينا «تحفة الطلاب بشرح تنقيح اللباب»، وشرح «التحرير» أيضًا المناوي المتوفى سنة (1031هـ) وسمى شرحه بـ«إحسان التقرير بشرح التحرير».

ونظرًا لأهمية شرح الأنصاري فقد وضعت عليه عدة حواش، منها: حاشية القليوبي المتوفى سنة (1069هـ)، وحاشية الشوبري المتوفى سنة (1069هـ)، و«منحة الأحباب بشرح تحفة الطلاب» للأجهوري المتوفى سنة (1070هـ)، وحاشية المدابغي المتوفى سنة (1170هـ)، وحاشية الشرقاوي المتوفى سنة (1227هـ)، وغيرها من الحواشي الأخري، وقام شرف الدين العمريطي المتوفى سنة (980هـ) بنظم «التحرير» في منظومته المسماة بـ «التيسير في نظم التحرير»، وقد شرح هذا النظم العلامة الشرقاوي في كتابه «فتح القدير بشرح تيسير التحرير». 

فنحن أمام نص تعاقب على تنقيحه وتحريره أئمة أعلام، لهم القدم الراسخة في معرفة المذهب، هذا وإن كان صاحب الأصل الأول من أعيان القرن الخامس الهجري –أي قبل مرحلة التنقيح الأُولى التي قام بها الشيخان الرافعي والنووي- إلا أنه لاقى الاهتمام الخاص من إمامين كبيرين هما ولي الدين العراقي وزكريا الأنصاري واللذان عُرفا بعنايتهما الخاصة بكتب الشيخين؛ مما يقرر في النفس صحة ما اتفقا عليه، وأن ما ذهبا إليه هو ما استقر عليه العمل لدى الشافعية.

2- مكانة الإمام زكريا الأنصاري في المذهب؛ فقد كان واسع الاطلاع على نصوص المذهب، بارعًا في كل العلوم الشرعية وآلاتها، بعيد النظر، دقيق الفهم، وضع المصنفات الفقهية التي كانت محل العناية من أتباع المذهب، صاحب التحريرات النفيسة والتقريرات المستحسنة، مما أهَّله ليكون شيخ المذهب في زمانه وأنه المجدد للأمة على رأس المائة العاشرة.

وتتمثل جهود الإمام زكريا الأنصاري في خدمة المذهب في النقاط التالية:

1- عنايته بالاستدلال لأحكام المذهب.

2- عنايته بالاختيار والترجيح في المذهب.

3- عنايته بالجمع بين المتعارضات من نصوص المذهب.

4- عنايته بتقييد المطلقات من نصوص المذهب.

5- عنايته بالتنبيه على الفروق الفقهية في مسائل المذهب.

6- عنايته بالمناقشة والتعقب لعلماء المذهب.

7- عنايته بالفتوى والتفريع على المذهب.