تعد الصدقة من أعظم العبادات، وأكثرها دلالة على صفاء النفس، وصلاحها، وقد جاء في فضل الصدقة العديد من الأحاديث،
والآيات القرآنية، فالمسلم إذا تصدق بصدقة من مال حلال طيب مخلصًا لله تعالى فإنه يثاب على قدر صدقته،
لقوله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ { الأنعام:160}،
ونستوضح من ذلك أن ثواب الصدقة يعظم كلما كثر المبلغ المتصدق به، واليوم نستوضح معنا فضل الصدقة في الدنيا والآخرة
تعتبر الصدقة من أكثر الأعمال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والثواب العظيم في الآخرة.ومن فضل الصدقة في الدنيا أنها سبب لنماء المال وبركته، فما نقصت صدقة من مال أبدًا.كما أنها تدفع البلاء عن صاحبها بأمر من الله تعالى، وهي من صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء.ونستدل على ذلك بالحديث الذي رواه الطبراني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: صنائع المعروف
تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر.والحديث حسنه الألباني.كما أخرج الحاكم في المستدرك عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صنائع المعروف
تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. وصححه الألباني.كما قال القرطبي في تفسيره: وأقرضوا الله قرضا المقصود بها “الصدقة والنفقة في سبيل الله.
وقال الحسن: كل ما في القرآن من القرض الحسن فهو التطوع. وقيل: هو العمل الصالح من الصدقة
وغيرها محتسباً صادقاً. أما عن فضل الصدقة في الآخرة، فيجازي عنها الله، كما أنها تكون لصاحبها ظلًا يوم القيامة.
جاء عن الإمام إبراهيم النخعي قوله: وكانوا يرون أن الصدقة تدفع عن الرجل المظلوم، وتطفئ الخطيئة، وتحفظ المال، وتجلب الرزق، وتفرح القلب، وتوجب الثقة بالله، وحسن الظن به، كما أن البخل سوء الظن بالله. وترغم الشيطان، يعني الصدقة. وتزكي النفس وتنميها، وتحبب العبد إلى الله، وإلى خلقه، وتستر عليه كل عيب، كما أن البخل يغطي عليه كل حسنة. وتزيد في العمر، وتستجلب أدعية الناس، ومحبتهم، وتدفع عن صاحبها عذاب القبر، وتكون عليه ظلا يوم القيامة، وتشفع له عند الله، وتُهوِّن عليه شدائد الدنيا، والآخرة، وتدعوه إلى سائر أعمال البر، فلا تستعصي عليه. وفوائدها، ومنافعها أضعاف ذلك.